تبدو فكرة أن يكون طفلنا مدير وقته مثيرة للإهتمام خاصة وأن ذلك سيوفر عليه مشوارا طويلا من المعاناة والتعب عندما يكبر بحثا عن أفضل الطرق لإغتنام وإدارة وقته بالطريقة الصحيحة..
ولكن الحقيقة هي أن الطفل يولك منظما ويعرف أولوياته وما يجب عليه عمله وما يرى من العبث بذل جهده فيه..
وعندما تتسع مساحة الأولويات والمهام المعقدة يقع الطفل في مشكلة الفوضى..وقد يصبح كغيره من الكبار عاجزا أمام مشكلة الوقت..
¤ مسئولية من؟
لا يمكن إلقاء اللائمة على الطفل في عدم ترتيب أولوياته والفوضى التي تحيق بوقته فلا يجد فرصة للمذاكرة ومشاهدة التلفاز واللعب وترتيب أدواته المدرسية والذهاب إلى حلقة القرآن وتناول الطعام والإجتماع مع الأسرة على القهوة والنوم لعدد كاف من الساعات..
بل إن دور الأم هو الأساس الذي عليه سيكون الطفل..ولا يكفي أن تكون الأم مديرة ناجحة لوقتها..بل عليها أيضا مساعدة طفلها على أن يكون مثلها..
وبإفتراض أن الأم تعاني هي أيضا من مشكلة إدارة الوقت..فلا أظن أنها ستفضل أن يكون إبنها أو ابنتها ضحية من ضحايا هذا السلوك الذي سينتقل بالمحاكاة والتربية إليهم..
ولذا يمكن للأم أيضا أن تربي نفسها مع أبنائها لكي يحافظوا على أوقاتهم ويستفيدوا منها ويقوموا بكل ما يمكنهم القيام به خلال يومهم..
¤ كيف تقوم الأم بدورها؟
إن دور الأم هو المراقب..الذي يقوم بمتابعة العمل إلى حين إتمامه والإنطلاق كجرس منبه قبل إنتهاء الوقت بفترة قصيرة..
وعند تأمل تصرف بعض الأمهات نجد أنها تخل بالنقطة الأولى وهي متابعة العمل في حين تنطلق ليس كجرس منبه وإنما كصافرة إنذار في اللحظات الأخيرة، عندما يصبح التأخير وصمة ذلك العمل المحدد وتنهال على طفلها بألوان الشتائم والتهم بأنه كسول ومهمل وليس لديه أي إحساس بالوقت..ليخرج من تلك المهمة الفاشلة ممزق النفس..
وللأسف فإنه ولقصور نظره وبساطته لن يتهم الفوضى الوقتية بأنها سبب ما ألمّ به وإنما سيسقط إنزعاجه على العمل الذي أخفق فيه فيصبح هذا العمل من الأعمال المزعجة بالنسبة له.. ويمكن ملاحظة ذلك عند الإستعداد للمدرسة أو حل الواجبات..
ستحتاج الأم إلى بذل الكثير من الجهد في عملية المتابعة -وهذه مسئوليتها- والنتائج ستكون مرضية بإذن الله..
الكاتب: هناء الحمراني.
المصدر: موقع رسالة المرأة.